دليلك لعمل فيلم رسوم متحركة (Animation) – أمور تقنيّة

[ad_1]


مرحباُ بكم في المقال الثالث من مجموعة مقالات: دليلك لعمل فيلم رسوم متحركة (Animation). تناولنا في المقال الأول شرح مرحلة التطوير Development Stage وهي الأهم – فنياً – في صناعة الفيلم، وفيها تظهر قصّة الفيلم وأشكال أبطاله المبدئية وتصميم الأماكن التي ستدور بها الأحداث والطريقة التي سوف يتم بها عرض تلك الأحداث. وتناولنا في المقال الثاني مرحلة ما قبل الإنتاج Pre-Production، وهي المرحلة التي تبدأ فيها كل التخيلات والأفكار المتّفق عليها في مرحلة التطوير في التحوّل لشيء ثلاثي الأبعاد يُمكن التحكّم به وتحريكه.


قبل البدء في تناول المرحلة الثالثة لابد وأن نعرف أولاً بعض الأمور والمصطلحات التقنيّة التي لا غنى عنها إطلاقاً، هذا الجزء قد يمل منه ويهابه بعض الحالمين ممن كانوا يظنون أن صناعة أفلام الرسوم المتحركة هي فقط عبارة عن مرح وإستمتاع ولا يوجد بها أي شيء علمي او دراسي!



لأنك في هذه المرحلة سوف تصطدم بأسئلة منطقيّة جداً ربما لم تكن تعمل لها حساباً من الأساس! ولربما إضطررت لإعادة العمل مرة أخرى في مراحل طويلة للغاية بسبب عدم معرفتك ببعض من هذه الأمور.


ستجد أن البرامج التي سوف تعمل عليها ستطرح عليك أسئلة مثل: ماهو نوع هذا الفيلم؟ أتريد نظام PAL أم NTSC أم SECAM؟ هل الفيلم للسينما أم للتليفزيون؟ وما هو الفرق؟


إذا أردت عمل فيلم بحجم FullHD 1080 ولكنك وجدت إختيارات تختلف فقط في آخر حرف: 1080p و 1080i أو تختلف في كونها 25fps أو 30fps فأيهما ستختار؟


هذه المرحلة ينتج عنها فيلماً ينقصه فقط بعض الرتوش الأخيرة، ولذلك سوف نضطر – آسفين – أن نترك الموضوع نفسه مؤقتاً لنشرح بعض الأمور التقنيّة، ولكننا لن ندخل فيها بشكل دراسي مباشر ولكننا سنأخذ فقط نبذة مبسّطة مختصرة تساعدنا على إتخاذ القرار قبل البدء في مرحلة الإنتاج:



أي حركة تشاهدها على أي شاشة هي عبارة عن عدد من الصور يتم عرضها بشكل متتالي وبسرعة معينة لتعطي إيحاء الحركة، تسمّى هذه الصور التي تتكون منها الحركة بإسم (إطارات frames)، وتختلف سرعة عرض هذه الإطارات حسب نوع الحركة المطلوبة ووسيلة العرض، ويتم قياس سرعة عرض الإطارات بوحدة (إطارفي الثانية frames per second) ويتم إختصارها الى fps، وهي تعبر عن عدد الإطارات (الصور) التي تم عرضها متتابعة خلال ثانية واحدة.


في حالة ما إذا كنا نتحدث عن الجهاز الذي سيقوم بالعرض، خاصة ما إذا كان تلفازاً حديثاً، تتحول التسمية هنا إلى (معدّل التحديث Refresh Rate) وهو عدد الإطارات التي يستطيع جهاز العرض إظهارها في الثانية الواحدة، وتُقاس بالهرتز Hz.


في مجال التحريك تعتبر الثانية زمن كبير! ففي مجال السينما وبدءاً من عشرينات القرن الماضي أصبح العمل بمعدّل إطارات 24 إطار في الثانية هو المعمول به في مجال الأفلام المصحوبة بالصوت (أعرف ما خطر ببالك الآن، والإجابة نعم، في أفلام الرسوم المتحركة القديمة كان كل فنّان يرسم من 12 إلى 24 صورة بيده لتظهر خلال ثانية واحدة!).


عند ظهور التلفاز إرتفع فيه معدّل الإطارات إلى 25 أو 30 إطار في الثانية حسب النظام الذي تتبناه كل دولة. وفي عصر الكمبيوتر والعرض عالي الدقّة HD وكذلك في مجال الألعاب يرتفع معدّل الإطارات ليصل إلى 60 إطار في الثانية. أما كل ما هو أعلى من 60 إطار في الثانية حالياً يُعتبر حالة إستثنائية قليلة الإستخدام ولا يجب أن تعتمد عليها في بناء عملك.



أرجوكم لا تدعوا الأسماء تخيفكم أو تُشعركم بأن الأمر صعب، نحن نتحدث هنا ببساطة عن الفارق بين التلفاز القديم كبير الحجم الذي يعمل بواسطة لاقط الهوائي (Antenna) وبين التلفاز الحديث.


الفارق يظهر واضحاً في جودة وحجم الصورة، فالتلفاز القديم يستقبل إشارة تسمّى “إشارة تناظرية Analog” وتتكوّن الصورة فيه من خطوط عرضيّة تسمّى “Scan lines”، بخلاف التلفاز الرقمي الذي يستقبل إشارة تسمّى “إشارة رقميّة Digital” وتتكون الصورة فيه من نقاط “Pixels”.


الفارق بين الخطوط scan lines والنقاط pixels

الصورة في التلفاز التناظري يعيبها الحجم الصغير والجودة المنخفضة، ونجد أنه كلما ضعفت الإشارة كلما زادت الصورة تشويشاً وقلّ وضوحها (لن ندخل في الأسباب والتفاصيل ها هنا).


التلفاز قديماً وحديثاًأما التلفاز الرقمي فيتمتع بصورة ذات حجم أكبر وجودة أعلى، وتظل جودة الصورة ثابتة وممتازة مادام التلفاز يستقبل الإشارة بغض النظر عن مسألة قوّتها أو ضعفها.
قد تستخدم هذه المعلومة إذا ما كنت تخطط للقيام بعمل مسلسل أطفال مثلاً ليتم عرضه على قناة أرضية (لا يمكن مشاهدتها سوى عبر الهوائي Antenna) كالقنوات الأرضيّة الرسميّة للدولة في مصر على سبيل المثال. فهناك بعض الشاشات التي تستطيع التعامل مع كلتا الإشارتين ولكن الكثير من الشاشات الحديثة الرقمية لا تدعم إستقبال إشارات تناظرية مؤخراً.


أنظمة PAL و NTSC و SECAM:


هي أنظمة عرض وتكويد لوني يظل الإختلاف الأشهر فيما بينها هو معدّل الإطارات الذي يعمل به كل نظام.


أماكن أنظمة PAL و NTSC و SECAM

نظام PAL:


وهو النظام المستخدم في معظم دول العالم ومعظم دول الشرق الأوسط، يعمل بمعدّل إطارات 25 إطار لكل ثانية ويتميّز بصورة أكبر ونظام لوني أفضل نسبياً.


يتميّز نظام PAL في حالة التلفاز التناظري Analog TV بصورة تتكون من 625 خط Scan line، أما في عهد التلفاز الرقمي الذي يعمل بالنقاط Pixel يصبح العامل المميز الأساسي له هو معدّل التحديث Refresh Rate والذي يكون مقداره 25 هرتز.


نظام NTSC:


وهو النظام المستخدم في الولايات المتّحدة الأمريكية واليابان وكندا والمكسيك وعدد من الدول الأخرى، يعمل بمعدّل إطارات 30 إطار لكل ثانية ويتميّز بصورة أسرع وأكثر سلاسة.


يتميّز نظام NTSC في حالة التلفاز التناظري Analog TV بصورة تتكون من 525 خط Scan line، أما في عهد التلفاز الرقمي الذي يعمل بالنقاط Pixel يصبح العامل المميز الأساسي له هو معدّل التحديث Refresh Rate والذي يكون مقداره 30 هرتز.


نظام SECAM:


نشأ في فرنسا ويعمل به عدد من الدول، وتعرّض لمراحل تطوير عدّة، ويستخدم في حالة التلفاز التناظري Analog TV صورة تتكون من 625 خط Scan line مشابهاً لنظام PAL.



هل تعرف معنى حرف p في نهاية 1080p ؟ ولماذا تتغير لتصبح 1080i في بعض الأحيان؟


العرض التدريجي Progressive presentation


العرض التدريجي progressiveيظهر على شكل حرف p بجانب دقّة العرض، ويعني أن جهاز العرض (الشاشة) سوف يستقبل الصورة ويعرضها عندما تكتمل بحيث تظهر الصورة كاملة مرة واحدة، الأمر يُشبه عمل طلب من منزلك Delivery لوجبة من مطعم ما، أنت تعرف أن الطلب لن يصل لك إلا بعد أن يكون جاهزاً بالكامل، حتى وإن كان بعضه جاهزاً بالفعل يجب إنتظار بقيّته حتى يتم إرساله إليك.


ظهور الصورة في حالة العرض التدريجي قد يكون ابطأ، ولكنها طريقة عرض ممتازة في العروض التي تحتوي على سرعة كبيرة مثل السباقات والمباريات … إلخ.


progressive scan

العرض المتشابك Interlaced presentation


العرض المتشابك interlacedيظهر على شكل حرف i بجانب دقّة العرض، ويعني أن جهاز العرض (الشاشة) لن ينتظر إستقبال الصورة كاملة لعرضها ولكن سيستقبل نصفها ويعرضه ثم يستقبل النصف الآخر ويعرضه بعدها أيضاً، الأمر هذه المرة يُشبه أيضاً طلب طعام ما ولكن عندما تكون جالساً في المطعم نفسه، حيث تُقدم لك مثلاً المقبّلات أولاً لأنها جاهزة بالفعل، بينما يتم إرسال بقيّة الطلب فيما بعد. يستغرق تحضير الوجبة في الحاليتن (طلب Delivery و الإنتظار في المطعم) نفس الوقت، ولكن في الحالة الأولى لا يصل الطلب إلا كاملاً بينما في الحالة الثانية يصل متقطعاً على مراحل.


نترك الأمثلة التوضيحية قبل أن نشعر بالجوع ونعود للوصف التقني، في هذه الطريقة تكون الصورة مقسّمة على هيئة عدد من الشرائح العرضية يستقبل جهاز العرض نصفها فقط (الشرائح ذات الترتيب الفردي) ثم يعرضها بينما يستقبل النصف الآخر (الشرائح ذات الترتيب الزوجي) ويعرضها بعدها مباشرة، فتظهر صورة كاملة خلال معدّل التحديث المحدد بواسطة الشاشة نفسها وذلك كما بالصورة:


شرح عمل العرض المتشابك interlaced

وتفترض الصورة هنا أن معدل التحديث في الشاشة هو 60 هرتز، أي أنه يتم عرض 60 (نصف صورة) في الثانية. وبالتالي تظهر 30 صورة كاملة كل ثانية (صورة واحدة كل 1/30 من الثانية)، هل تظن أنها أرقام لن يشعر بها المشاهد؟ إنها تظهر وبكل قسوة في حالة وجود مشاهد بها سرعة عالية كسباقات السيارات ومباريات كرة القدم … إلخ، خاصة عند إعادة عرضها بشكل بطيء Slow Motion أو تثبيتها في بعض الأحيان كما بالصورة التالية:


فيلم تدريجي وآخر متشابك progressive and interlaced

فبالرغم من أن هذه الطريقة تُظهر صورة أسرع وأكثر سلاسة إلا أن نصفي الصورة لا يكونان دائماً لنفس الصورة ولكن يكون هناك إختلاف بسيط يظهر بشكل كبير في العروض السريعة، الفيديو التالي يوضح ذلك:



 


ويُظهر الفيديو التالي الفارق بين طريقتي العرض بشكل مبسّط:




هناك الكثير من الأمور سوف تكتشفها بنفسك عند بدء العمل وستزداد بها خبرة، حيث أننا حاولنا ها هنا ألاّ نسهب في هذا الجزء كثيراً لأننا نشعر أننا مضطرّون للدخول فيه، ولأن الإسهاب فيه يحتاج لكتب ومقالات خاصة قد لا تنتهي.


سنبدأ مباشرة من الجزء القادم في الدخول في عملية التحريك نفسها حيث ستصبح أنت المخرج. كما سنتحدث عن كلمة مرعبة في عالم الأفلام المتحركة 3D Animation تسمّى Render.



');
var postContentAdvert1 = $('#post-content-118318-ad-1', postContent);
postscribe(postContentAdvert1, "



[ad_2]

Source link

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق